كان من طريق الاجتهاد ، ولأنّ حكمهما لو كان بالنصّ لَما اختصّ سليمان بالفهم!!
ولا غرابة في استظهارهم هذا المعنى من الآية ; بعد متاركتهم للثقل الثاني : عترة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، الّذين أُمروا بالتمسّك به مع الثقل الأوّل : القرآن الكريم ، وبما أنّهما لا يفترقان وهما معاً ، فمتاركة أحدهما متاركة للآخر ..
فمفاد الآية أجبني عمّا راموه ; قال تعالى : (وداودَ وسليمانَ إذ يحكُمان في الحَرْثِ إذ نَفَشَتْ فيه غنمُ القوم وكنّا لحُكْمِهم شاهدينَ * ففهّمْناها سليمانَ وكلاًّ آتينا حكماً وعلماً) ..
فقد أشير في روايات أهل البيت (عليهم السلام) إلى أن التعبير القرآني هو بهذه الصورة : (إذ يحكمان في الحـرث) بنحو فعل المضارع لا بالماضي ، أي : لم يقع ويتحقّق حُكمين منهما فيقال : إذ حكما ، بل كانا يتناظران ويتفاوضان في مقدّمات القضاء والحكم ، فلم يصدر منهما حكم مختلف ; إذ لا اختلاف في حكم السماء.
كما أنّ التعبير في ذيل الآية هو : (وكنّا لحكمهم شاهدين) بصورة ضمير الجمع لا بضمير التثنية ، ممّا يدلّل على أنّ في مجلس القضاء كان هناك أُناس آخرون قد حكموا بخلاف حكم سليمان.
فمسرح الحدث في ما تستعرضه الآية في ظاهرها متوافق مع ما ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام) من الإشارة إلى ألفاظ الآية من أنّ : الحكم في الحرث الذي نفشت فيه الغنم عند الأنبياء ـ في ما أُوحى إليهم ـ قبل داود هو أن يُقضى لصاحب الحرث برقاب الغنم ، إلاّ أنّ هذا الحكم كان قد قدّر الله تعالى نسخه ، وقدّر أن يُظهر لعلماء بني إسرائيل في ذلك المجلس أنّ وصيّ داود (عليه السلام) هو سليمان (عليه السلام) ، فأوحى الله تعالى لداود أن : اجمع