والرابع زين العابدين والخامس محمد الباقر والسادس جعفر الصادق والسابع إسماعيل بن جعفر ، والمقصود من البعثة والرسالة هو أن يلحق الجثمانيون من نوع الأنس بالروحانيين. فلما انتهت النبوة من الابن إلى محمد بن إسماعيل ارتفع التكليف الظاهر من الناس. فبهذا الطريق يخرجون الخلق من الشريعة. وعلى الحقيقة إن جميع ما يذكرون من هذا الجنس فإنما يذكرونه من طريق التلبيس. وذلك بأنهم لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بالإمام ولكنهم يضلون الخلق بهذا الطريق (١).
__________________
(١) والدليل على ذلك ما ذكره أبو المظفر الأسفرايينى فى كتاب «التبصير فى الدين» من أن رجلا منهم (من الباطنية) اسمه عبد الله بن الحسين القيروانى كتب رسالة إلى سليمان بن الحسن القرمطى كتب له فيها : «أوصيك بتشكيك الناس فى التوراة والإنجيل والقرآن ، فإن أعظم عون لك القول بقدم العالم ، وأوصيت إليك بأن تعرف مخاريق الأنبياء والأمور التى ناقضوا فيها ، كما قال عيسى لليهود : أنا لا أرفع شيئا من شريعتكم ، ولا أنسخ ثم رفع السبت ووضع بدله الأحد ، وغير قبله موسى ، فلما عثر اليهود منه على هذه المناقضة قتلوه ، وينبغى ألا تكون كصاحب هذه الأمة لما سألوه عن الروح لم يدر ما يقول فقال : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) وهم قبلوا منه ذلك ، وينبغى ألا تكون كموسى ، ادعى ما ادعاه ولم يكن له برهان سوى المخرقة وحيل الشعبذة ، وذلكم المحق فى زمان قال : (فَحَشَرَ فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى).