وهم أتباع أبى عبد الله محمد بن كرام وكان من زهاد سجستان. واغتر جماعة بزهده ثم أخرج هو وأصحابه من سجستان فساروا حتى انتهوا إلى غرجة (١). فدعوا أهلها إلى اعتقادهم فقبلوا قولهم. وبقى ذلك المذهب فى تلك الناحية. وهم فرق كثيرة على هذا التفصيل.
الطرائقية. الإسحاقية. الحماقية. العابدية. اليونانية. السورمية. الهيصمية.
وأقربهم الهيصمية. وفى الجملة فهم كلهم يعتقدون أن الله تعالى جسم وجوهر ومحل للحوادث. ويثبتون له جهة ومكانا. إلا أن العابدية يزعمون أن البعد بينه وبين العرش متناه. والهيصمية يقولون إن ذلك البعد غير متناه. ولهم فى الفروع أقوال عجيبة. ومدار أمرهم على المخرقة والتزوير وإظهار التزهد. ولأبى عبد الله بن كرام تصانيف كثيرة إلا أن
__________________
(١) وقد اغتر بظاهر عبادته أهل شومين وأفشين ، وانخدعوا بنفاقه ، وبايعوه على خرافاته ، وخرج معه قوم إلى نيسابور فى أيام محمد بن طاهر بن عبد الله ، فاغتر بما كان يرى من زهده جماعة من أهل السواد فدعاهم إلى بدعه وأفشى فيهم ضلالاته ، واتبع بها قوم من أتباعه ، وتمردوا على نصرة جهالاته وما أحدثه من البدع فى الإسلام.