من الروافض مثل بنان بن سمعان (١) الّذي كان يثبت لله تعالى الأعضاء والجوارح ، وهشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقى ، ويونس بن عبد الرحمن القمى ، وأبو جعفر الأحول الّذي كان يدعى شيطان الطاق.
وهؤلاء رؤساء علماء الروافض ، ثم تهافت فى ذلك المحدثون ممن لم يكن لهم نصيب من علم المعقولات. ونحن نذكر فرقهم على الترتيب.
الأولى : الحكمية
وهم أصحاب هشام بن الحكم (٢). وكان يزعم أن الله تعالى جسم وغير مذهبه فى سنة واحدة عدة تغييرات. فزعم تارة أن الله تعالى
__________________
(١) هو : (بيان) بالياء كما فى «الملل والنحل» وفى «الفرق بين الفرق» و «التبصير». بيان بن سمعان النميمى ، النهدى ، اليمنى ، ظهر بالعراق ، وكان ظهوره أوائل القرن الثانى الهجرى ، وكان ادعاؤه الأول : أن جزءا من الإله قد حل فى على ، ثم من بعده فى محمد ابن الحنفية ، ثم فى ابنه أبى هاشم ، ثم فى بيان نفسه ، وبعد ذلك ادعى النبوة ، وظل على ذلك حتى قتله خالد القسرى وصلبه.
(٢) هشام بن الحكم ، من خواص موسى بن جعفر ، وله مباحث كثيرة مع المخالفين فى الأصول ، وله مؤلفات منها : «كتاب الإمامة» و «الرد على الزنادقة» و «الرد على أصحاب الاثنين» و «الحكمين» و «الرد على أرسطو». وكان يعيش فى الكوفة ثم انتقل إلى بغداد ، والتقى بجعفر بن محمد وابنه موسى ، وكان ممن أدمنوا الكلام فى الإمامة ، كان حاذقا بصناعة الكلام ، منقطعا إلى يحيى بن خالد البرمكي ، قيما بمجالس كلامه ونظره ، وتوفى بعد نكبة البرامكة بزمن قليل مستترا ، وقيل إنه أدرك خلافة المأمون.