لاسيّما أهل البلدان الثلاثة ، واختلافهم في الشقاوة باعتبار اختلافهم في شـدّة النصب وضعفه.
ولا ريب في أنّ النواصب أخبث الكفّار ، وكفر أهل مكّة جهرة هو إظهارهم عداوة أهل البيت عليهم السلام ، وقد بقي بينهم إلى الآن ، ويعدّون يوم عاشوراء عيداً لهم ، بل من أعظم أعيادهم» (١).
أقـول :
وهذه السُـنن التي يجازون بها نبيّ الرحمة صلى الله عليه وآله لا زالت منتشرة في بلدان الشام ويسمّونه : «عيد الظفر» ، وكذلك في بعض بلدان المغرب العربي.
ومن ثمّ كان النظام الديني القائم في البلاد الاِسلامية عند أئمّة أهل البيت عليهم السلام وفقه الاِمامية ليس يشكّل دار الاِيمان وإنّما هو دار الاِسلام صورة ، ويفرّق في الأحكام الاجتماعية والسياسية والمالية والحقوقية وغيرها بين الدارين ..
ففي رواية محمّـد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال : «كان ممّا قال هارون ـ العبّاسي ـ لأبي الحسن حين أُدخل عليه : ما هذه الدار؟ فقال : هذه دار الفاسقين ، قال : (سأصرف عن آياتيَ الّذين يتكبّرون في الأرض بغير الحقّ وإن يروا كلّ آيةٍ لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لايتّخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذوه سبيلاً) (٢).
فقال له هارون : فدار مَن هي؟
____________
(١) مرآة العقول ١١ / ٢١٩.
(٢) سورة الأعراف ٧ : ١٤٦.