المشركون) (١).
وقوله تعالى : (أمّن يُجيبُ المضْطَرَّ إذا دعاهُ ويكشفُ السوءَ ويجعَلُكم خلفاءَ الأرض) (٢).
وقوله : (ونُريدُ أن نَمُنّ على الّذين استُضْعِفوا في الأرض ونجعَلَهم أئمّةً ونجعَلَهم الوارثينَ * ونُمكّنَ لهم في الأرض) (٣).
هذا الوعد الاِلهي الذي روى الفريقان متواتراً أنّه سينجزه الباري تعالى على يد المهدي من ولد فاطمة عليها السلام ، وهو من أهل البيت عليهم السلام ، فالدين قد بدأ بهم ، وآخره مآلاً يطبق على الأرجاء بهم أيضاً ، إلاّ أنّ السؤالين المتقدّمين يطرحان بشأن الحقب المتوسطة بين البداية والنهاية.
ونكاد نلمس الاِجابة في قول فاطمة عليها السلام في خطبتها على رؤوس المسلمين أيام السقيفة :
«وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب ... فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمّـد ، بعد اللتيا واللتي ، وبعد أن مُني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب ، (كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله) (٤) ، أو نجم قرن للشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين ، قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفىَ حتّى يطأ صماخها بأخمصه ، ويخمد لهبها بسيفه ، مكدوداً في ذات الله ، مجتهداً في أمر الله ، قريباً من رسول الله ، سـيّداً في أولياء الله ، مشمّراً ، ناصحاً ، مجدّاً ، كادحاً ، لا تأخذه في الله لومة لائم ،
____________
(١) سورة الصفّ ٦١ : ٩.
(٢) سورة النمل ٢٧ : ٦٢.
(٣) سورة القصص ٢٨ : ٦.
(٤) سورة المائدة ٥ : ٦٤.