فانظر أيّها الطالب لنجاة نفسـه ، الخائف لما يلاقـيه في رمسـه ، إلى هذه الشواهد لأمير المؤمنين عليه السلام ما أظهرها ، والدلائل ما أبهرها وأنـورها.
فلقد شهدت له عليه السلام على غيره بالكمال ، وحيازة مكارم الحلال : شهادة رسـول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بأنّه خليفته ووصيّه والقائم بالأمر بعده ..
وشهادة أهل الكهف : بالوصية ..
وأمر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [أصحابه] أن يسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ..
(أفما) (١) كان للمخالف في هذا معتصم شاف ، وملاذ كاف؟!
بلى والله ، وإنّما الدنيا ـ كما ورد في الأثر عن سـيّد البشر : ـ «حلوة خضـرة» (٢).
ولله القائل :
لئن صبرت عن فتنة المال أنفُس |
|
لَما صبرت عن فتنة النهي والأمر (٣) |
ولنقتصر على هذا القدر من النصوص الدالّة على إمامة أمير
____________
(١) في المخطوطة : «فما» ؛ وما أثبتناه هو الصحيح والمناسب.
(٢) الرسالة السعدية : ١٥٩ ، شرح الأخبار ١ / ٣١٨ ، ونسبه الكليني في الكافي ٨ / ٢٥٦ ح ٣٦٨ إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذلك البحراني في تحف العقول : ١٨٠.
(٣) قال أحمد المرتضى في كتابه شرح الأزهار ١ / ٧٤ : إنّ هذا البيت قاله حسّان بن ثابت ، وذكره ضمن أبيات ثلاثة :
يقولون سعداً شقّت الجنّ بطنـه |
|
ألا ربّما حقّقت أمرك بالغدرِ |
وما ذنب سعدٌ أنّه بال قائماً |
|
ولكنّ سعداً لم يبايع أبا بكرِ |
لئن سلمت عن فتنة المال أنفُس |
|
لَما صبرت عن فتنة النهي والأمرِ |
ولكنّا بعد البحث والتنقيب في ديوان حسّان وغيره لم نعثر على هذه الأبيات.