وأخبر تعالى بأنّ المراد بالأبناء : الحسن والحسين ، والنساء : فاطمة ، والأنفس : نفسه ونفس عليّ ، صلّى الله عليهم جميعاً ، ولا خلاف في ذلك بين الأُمّة ..
وأنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لم يُخرج معهم غيرهم من أهله وأقاربه.
فإذا كان عليّ عليه السلام نفس الرسول صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ أي كنفسه ـ فكيف يسوغ لمسلم أن يقدّم أحداً على نفس رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؟!
لقد ضـلّ من اختار غير خيرة الله ، وحكم بضـدّ حكمه ، وكم من آية يمرّون عليها وهم عنها معرضـون ، ويتلونها وهم عنها عمـون ، وما يعقلها إلاّالعالمـون.
ومّما يعضد ما ذهبنا إليه : من أنّ نفس أمير المؤمنين عليه السلام كنفس رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّه قال : «إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شـتّى وخُلقت أنا وعليّ من شجـرة واحـدة ، وأنا أصلها وفاطمة فرعها ، وعليّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمارها ، وشيعتنا ورقها ، فمن تعلّق نجـا ، ومـن زاغ هـوى ، ولو أنّ عـبداً عَـبَد الله بين الصفا والمروة ألف ألف عام حتّى يصير كالشن البالي ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النار». ثمّ قرأ : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في
____________
المباهلة.
وهذه الآية تكون من الأدلّة المتينة على إمامة الاِمام عليّ عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله بلا فصل ، وبالتالي يجب على المسلمين طاعة الاِمام عليه السلام كما وجبت عليهم طاعة الرسول صلى الله عليه وآله.