* الثالث : سياسات الخلفاء في بلدان الفتوح :
أمّا الثالث فلا نجد حاجة للاِشارة إلى عبثه ولعبه (١) ..
وأمّا الثاني فقد كان جملة من ولاته مَن هم من الطلقاء ، كما تقدّم ، ومن ولاته أيضاً : عتبة بن أبي سفيان على الطائف ، وأبو هريرة على البحـرين ، وعمـرو بن العاص على مصـر ، ومعاوية بن أبي سفيان على الشام.
وكان من جملة ولاته أيضاً مَن هم من أصحاب السقيفة ، كسعد بن أبي وقّاص على الكوفة ، وأبو موسى الأشعري على البصرة ، وأبو عبيدة بن الجرّاح على موضع من الشام ، وخالد بن الوليد على موضع آخر لفترة.
ولمّا رأى عمر استثراء ولاته قام بمشاطرة أموالهم ، فأخذ منهم النصف وأبقى لهم النصـف ، فاعترض عليه أبو بكرة ـ وكان أحد ولاته ـ قال له : والله لاِن كان هذا المال لله فما يحلّ لك أن تأخذ بعضاً وتترك بعضاً ، وإن كان لنا فما لك أخذه.
فقال له عمر : إمّا أن تكون مؤمناً لا تغلّ ، أو منافقاً أفك.
فقال له : بل مؤمن لا أغلّ (٢).
وقد تقدّم دفع عمر الحدّ عن المغيرة بن شعبة لمّا زنى بأُمّ جميل.
وقام الشيخان بمنع تدوين الأحاديث النبوية وإحراق الكتب التي جُمعت فيها ، والمعاقبة على ذلك بشدّة ، والمنع من نشر وانتشار أحاديث
____________
(١) لاحظ : الغدير ٨ / ٩٧ ـ ٣٠٠.
(٢) شيخ المضيرة ـ لأبي رية ـ : ٨٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٧ ، سير أعلام النبلاء ـ للذهبي ـ ٢ / ٢١٨ ، الطبقات ـ لابن سعد ـ ٣ / ٢٢١ ، تاريخ الخلفاء : ٢٤١.