الرسالة كما هو معهود بك من شهامة كاملة وحصافة في الرأي!!!!» (١).
وحينما مات يزيد بن أبي سفيان والي عمر على الشام اغتمّ أبو سفيان فقال له عمر : سأرسل ولدك الآخر معاوية. فسُرّ أبو سفيان بذلك وقال : ... لقد وصلت الرحم ... وقالت هند : ... ولتكن إمارة الشام مباركة على معاوية» (٢).
وهذه نبذة ممّا يجده المتتبّع في كتب السير والتواريخ.
* الثاني : التكالب على الأموال والثروات والشهوات :
وهذا الملف أيضاً حافل ، نقتصر منه على نتف ؛ فقد ذُكر أنّه دخل عبـد الرحمن بن عوف على أبي بكر في مرضه الذي توفّي فيه فقال : «كيف أصبحت يا خليفة رسول الله؟!
فقال : أصبحت مولّياً ، وقد زدتموني على ما بي أن رأيتموني استعملت رجلاً منكم فكلّكم قد أصبح وارم أنفه ، وكلّ يطلبها لنفسه» (٣).
وذيل كلامه وإن كان يبيّن التكالب على الخلافة نفسها فيما بين أصحاب السقيفة أنفسهم ، إلاّ أنّ صدره عامّ لمطلق إمارة الجيش والسرايا والولاة.
وروى إبراهيم بن عبـد الرحمن ـ بن عوف ـ أنّ رجلاً قال لأبيه : «قد جئت لأمر وقد رأيت أعجب منه ؛ هل جاءكم إلاّ ما جاءنا؟! أم هل علمتم إلاّ ما علمنا؟!
____________
(١) كتاب الفتوح ١ / ٢٤٤.
(٢) كتاب الفتوح ١ / ٢٦٢.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٣٧.