وفي رواية الهيثم الرمّاني عن الرضا عليه السلام : إنّ عليّاً عليه السلام ترك جهاد أعدائه خمساً وعشرين سنة لقلّة أعوانه عليهم ، مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وآله ؛ إذ ترك صلى الله عليه وآله جهاد المشركين ثلاث عشرة سنة في مكّة ، وتسعة عشر شهراً في المدينة لقلّة أعوانه عليهم (١).
ومن كلّ ذلك يتبيّن أنّ تحديد القيادة التي تقود وتحكم أمر مصيري في البديل الذي يراد بناؤه ، وبالتالي الأهداف المراد إقامتها ، فليس الجهاد من أجل جمع الثروات والأموال وتوسيع السلطة ، بل هو لاِقامة العدل والفضيلة والاِيمان ، وهذا يتوقّف على القائد والوليّ المتّصف بذلك كي تتحقّق هذه الأهداف.
ومن ثمّ أُطلق على النظام البديل الذي حلّ في البلدان المفتوحة : دار الاِسلام ، لا دار الاِيمان ، في روايات وفقه أهل البيت عليهم السلام ، وقد مرّت بعض تلك الروايات ..
وبعضها يتضمّن تسميتها بـ : دار الفاسقين ؛ إذ أنّ الاِسلام يجتمع مع الفسق ، والتسمية تتبع نظام الحكم وصفة الحاكم.
ويطلق عليها أيضاً : دار التقية ، كما في رواية الفضل عن الرضاعليه السلام (٢) ..
ودار الهدنة ، كما في صحيح محمّـد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام : «إنّ القائم ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ إذا قام يبطل ما كان في الهدنة ممّا كان في أيدي الناس ، ويستقبل بهم العدل» (٣).
____________
(١) انظر : وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٣٠ ح ١.
(٢) وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٢٦ ح ٩.
(٣) وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٢٥ ح ٢.