والحوامل ، والمثلات ، وغير ذلك من الفروض التي صارت بها هذه الهيئة البطليموسية (١) «أعقد من ذنب الضبّ» (٢).
وكان علماء الغرب في القرون التي انبثق فيها نور الإسلام في ظلام دامس ، فلمّا احتكّوا بالمسلمين في الحروب الصليبية ، وفي مدارس قرطبة ، وغيرها من الأندلس فتحوا عيونهم ، واتّسعت معارفهم من القرن التاسع ، وخاضوا في شتّى العلوم ، وأخصّها الرياضيات ، وكانت الهيئة السائدة عندهم هي هيئة بطليموس ، ومن خالفها أحرقوه وأحرقوا كتبه.
[المذهب الثاني :] ونقل أنّ الفلكي (برنو) (٣) قال بحركة الأرض في القرن العاشر الهجري فأجلوه عن وطنه ، ثمّ سجنوه ستّ سنين ، ثمّ أحرقوه ، وأحرقوا كتبه.
ولكن تأثّر به ، وشيّد رأيه (غاليلو) (٤) بعد القرن العاشر ، فاضطهدوه
____________
في الأصل ، وإحدى العقدتين تسمّى : الرأس والأُخرى تسمّى : الذنب ، وهذا في كلّ فلكين يتقاطعان ، فإذا أُطلق له هذا الاسم عُني به : جوزهر القمر خاصّة ، وهذا الذي يثبت حسابه في التقويم ؛ انظر : معجم المصطلحات العلمية : ٢٣٥.
(١) وهي : إنّ الأرض في المركز وتدور حولها باقي الأجرام السماوية في دائرة ، وبسرعة منتظمة. راجع : هامش رقم (١) صفحة ٣٨٨ من هذه الرسالة.
(٢) المستقصى في أمثال العرب ١ / ٢٥٠ رقم ١٠٦٠.
(٣) برنو : جيوردانوا (١٤٥٨ ـ ١٦٠٠) : فيلسوف ، وعالم رياضيات وفلك إيطالي ، بدأ حياته راهباً دومينيكانياً في نابولي ، ثمّ درّس في باريس وأُكسفورد ، تبنّى نظرية كوبرنيكوس القائلة : بأنّ الأرض وسائر الكواكب تدور حول الشمس ، أُتّهم على أثرها بالزندقة ، وأُعدم في روما إحراقاً بالنار ؛ انظر : موسوعة المورد ٢ / ١٢٦.
(٤) غاليلو : غاليليو غاليلي (١٥٦٤ ـ ١٦٤٢) : فيزيائي ، وعالم فلك ورياضيات إيطالي ، يُعتبر في رأي كثير من الباحثين واضع أُسس العلم التجريبي الحديث ، صنع عدّة تلسكوبات ، واكتشف أقمار المشتري ، أيّد نظرية كوبرنيكوس القائلة :