من أعاظم فلاسفة الإسلام إلى هذه العصور الأخيرة ، وفرضوا لكلّ واحد من السيّارات فلكاً خاصّاً ، والكوكب مركوز في ثخنه (١) ، وفرضوا العالم الجسماني كلّه في ثلاثة عشرة كرة :
١ ـ الأرض : وهي المركز الذي تدور عليه جميع الكرات والسيارات والأفلاك والنيران وغيرها.
٢ ـ الماء : وهو غير تامّ الاستدارة ؛ لانحساره عن الربع المسكون من الأرض ، واللازم بعد اكتشاف أمريكا أنّ المسكون أكثر من الربع.
٣ ـ كرة الهواء : محيطة بالأرض والماء.
٤ ـ كرة النار : تحيط بالجميع.
____________
الشأن في جميع فنون الحكمة ، كان يقوّي آراء المتقدّمين ، ويحلّ شكوك المتأخّرين والمؤاخذات التي وردت في مصنّفاتهم.
وقيل فيه أيضاً : كان هذا الشيخ أفضل أهل زمانه في العلوم النقلية والعقلية ، وهو أستاذ البشر ، والعقل الحادي عشر.
درس في صغره علوم اللغة من نحو وصرف وأدب بعد دراسة القرآن ، ثمّ درس الحديث والأخبار ، وتوسّع في دراسة الحديث ، ودرس المنطق والحكمة ، وأتقن علوم الرياضيات من حساب وهندسة وجبر.
قدم العراق ، وحضر دروس المحقّق أبي القاسم نجم الدين جعفر بن سعيد الحلّي ، كتب ما يناهز مائة وأربعة وثمانين مؤلفاً ما بين كتب ورسائل ، وأجوبة مسائل في متون شتى في الرياضيات والأخلاق والتفسير والتاريخ والفقه والجغرافية والطب والتربية والتعليم والمنطق والفلسفة والحكمة وعلم الكلام ، ومن أشهرها : شرح الإشارات ، وتجريد العقائد ، وقواعد العقائد.
توفي في بغداد يوم الغدير سنة ٦٧٢ هـ ، ودفن عند الكاظمين عليهما السلام.
انظر : أعيان الشيعة ٩ / ٤١٤ ـ ٤٢٠.
(١) قال ابن سينا : إنّ الكواكب تنتقل حول الأرض بسبب الأفلاك التي هي مركوزة فيها ، لا بأن تنخرق لها أجرام الأفلاك.
الإشارات والتنبيهات ٣ / ١٩٢ ؛ وثخنه هنا : مجاله ومداره.