عليّاً دون غيره من أهل السوابق ، إذا تمّت فلسفتهم يا مسلمون؟!
أمّا قولهم بأنّ أوْلوية عليّ بالإمامة لو لم تكن مآلية لكان هو الإمام مع وجود النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فتمويه عجيب ، وتضليل غريب ، وتغافل عن عهود كلّ من الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء إلى من بعدهم ، وتجاهل بما يدلّ عليه حديث : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لانبيّ بعدي» ، وتناس لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، في حديث الدار يوم الإنذار : «فاسمعوا له وأطيعوا» ، ونحو ذلك من السنن المتضافرة.
على أنّا لو سلّمنا بأنّ أوْلوية عليّ بالإمامة لا يمكن أن تكون حالية لوجود النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلا بُدّ أن تكون بعد وفاته بلا فصل ، عملاً بالقاعدة المقرّرة عند الجميع ، أعني حمل اللفظ ـ عند تعذّر الحقيقة ـ على أقرب المجازات إليها ، كما لا يخفى.
وأمّا كرامة السلف الصالح فمحفوظة بدون هذا التأويل ، كما سنوضّحه إذا اقتضى الأمر ذلك ، والسلام».
فقيل :
غدير خمّ هو موضع بالجحفة بين المدينة ومكّة ، والرافضة يقولون : إنّ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم خطب الناس في هذا المكان وبلَّغهم بولاية عليّ رضي الله عنه من بعده ، وكان هذا البلاغ من النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى في الآية ٦٧ من سورة المائدة : (يا أيّها الرسول بلّغ ما أُنزل الله إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين) ، فكانت الآية خاصّة بعليّ رضي الله عنه ، وتكليفاً من الله لنبيّه بتبليغ الأُمّة أنّ