دَعا عَبْرَتي لِلنَوى تَسْتَهِلْ |
|
فَما قَدْرُ قَلْبي وما يَحْتَمِـلْ |
دَعاني وشَأْني ولا تَجْمَعا |
|
على القَلْبِ داءَ النَوى والعَذَلْ (١) |
سَألْتُكما أنْ تَكُفّا المَلامَ |
|
فَقَدْ نالَ مِنّي الهَوى مـا سَألْ |
تَنَكَّرَ لي وَجْهٌ غادي الٌصباحِ |
|
وأوْحَشْنَنِي رائِحـاتُ الأُصُلْ (٢) |
[٥] وحـالَ بِعَيْني زَمانُ الفِراقِ |
|
فَسَيّانَ عِنْدي الضُحى والطَفَلْ (٣) |
وطالَتْ علَيَّ لَيالـي الهُمومِ |
|
وإنْ كـانَ عَهْـدُ النوى لَمْ يَطُلْ |
فآهٍ على زَمَـنٍ قَدْ مَضى |
|
ووَيْلاي لِلزَمَـنِ المُقْتَبلْ |
يَميناً بِمَهْبِطِ وَفْدِ الحَجيجِ (٤) |
|
ومَطْرَحِ جَنْبِ الطِلاحِ البُزُلْ (٥) |
وبَيْتٍ (٦) أطافَ بهِ المُحْرِمـونَ |
|
وطافَ بهِ الناسِـكُ المُبْتَهِـلْ |
[١٠] ومُسْتَلَمِ (٧) النَفَرِ الطائِفينَ |
|
ومَهْوى الشِفاهِ بهِ لِلقُبَلْ |
لَئِنْ حالَ بُعْدُ المَدى بَيْنَنـا |
|
وشَطَّتْ دِيارٌ وأعْيَتْ حِيَـلْ |
فَلَسْتُ بِسـالٍ هَوى الظاعِنينَ |
|
ولَسـْتُ بِناسِي اللَيالي الأُوَلْ |
وعَنْ ذِكْرِهِم أبَداً لا أميلُ |
|
ومِنْ ذِكْرِهِم أبَـداً لا أمِلّْ |
____________
(١) العَذْل : الملامة. الصحاح ٥ / ١٧٦٢ مادّة «عـذل».
(٢) الأُصُلُ : جمع الأصيل : وهو الوقت بعد العصر إلى المغرب. الصحاح ٤ / ١٦٢٣ مادّة «أصـل».
(٣) الطَفَلُ : بعدَ العصر. الصحاح ٥ / ١٧٥١ مادّة «طـفل».
(٤) أي : مكّة المكرّمة.
(٥) الطِلاح ، جمع الطَلْحَة ، وهي : الإبل التي ترعى الطَلْح ، وهو شجر العظاة. الصحاح ١ / ٣٨٧ مادّة «طـلح».
والبَزَل : البعير الذي انْشقَّ نابه ، ويكون ذلك في السنة التاسعة من عمره. الصحاح ٤ / ١٦٣٣ مادّة «بـزل».
والمراد هنا : أرض منى.
(٦) أي : الكعبة الشريفة.
(٧) أي : الحجر الأسْود.