وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد أن لا إله إلاّ الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البيت» (١) ..
فإنّ غاية دلالتها : على عدم خلودهم في النار ، ولا تنافي ما دلّ على امتحانهم وتوقّف دخولهم الجنّة على إطاعتهم بالإيمان ، كما لا تنافي ما دلّ على دخولهم النار حقبة لتطهيرهم ثمّ دخولهم الجنّة ؛ فهناك فرق بين الخلود في النار وبين الدخول فيها ولو لحقبة منقطعة الأمد ، وكذلك بين الدخول في الجنّة ابتداءً وبين الدخول فيها لاحقاً ، فحساب الأكثرية والأقلية من الناجـين يختلف بحسب المقامين ، وقـد ورد عنهم عليهم السلام : «الناجون من النار قليل ؛ لغلبة الهوى والضلال» (٢) ، والرواية ناظرة للنجاة من النار لا النجاة من الخلود فيها ، وقد تقدّم في حديث الكاظم عليه السلام أنّ طوائف المخلّدين أربع وما عداهم لا يخلد.
السابعة :
قد دلّت الآيات والروايات المتواترة على أنّ قبول الأعمال مشروط ، وصحّتها كذلك مشروطة بعدّة شرائط ، لا يثاب العامل على عمله إلاّ بها ، وإلاّ يكون مردوداً بالنسبة إلى الثواب الأُخروي ، لا سيّما مثل الدخول في الجنّة ، بل الأدلّة دالّة على أنّ صحّة الاعتقادات مشروطة بالولاية ، نظير قوله تعالى المتقدّم : (وإنّي لغفّار لمَن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى) ، فقد قيّد الإيمان والعمل الصالح بالهداية ؛ فإنّ المغفرة ـ وهي
____________
(١) الخصال : ٤٠٧ ح ٦ ، بحار الأنوار ٨ / ٣٩ ح ١٩.
(٢) غرر الحكم ـ للآمدي ـ ١ / ٨٥ ح ١٧٤٩ ، مستدرك الوسائل ١٢ / ١١٣ ضمن ح ١٣.