بعد العقد ، هي المعوذتان ، فشفى الله النبي صلىاللهعليهوسلم ، والنفث شبه النفخ دون تفل ريق ، وهذا النفث هو على عقد تعقد في خيوط ونحوها على اسم المسحور فيؤذى بذلك ، وهذا الشأن في زمننا موجود شائع في صحراء المغرب ، وحدثني ثقة أنه رأى عند بعضهم خيطا أحمر قد عقد فيه عقد على فصلان فمنعت بذلك رضاع أمهاتها ، فكان إذا حل جرى ذلك الفصيل إلى أمه في الحين فرضع أعاذنا الله من شر السحر والسحرة بقدرته ، وقرأ عبد الله بن القاسم والحسن وابن عمر : «النافثات في العقد» ، وقوله تعالى : (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) قال قتادة : من شر عينه ونفسه ، يريد بالنفس السعي الخبيث والإذاية كيف قدر لأنه عدو مجد ممتحن ، وقال الشاعر :
كل عداوة قد ترجى إفاقتها |
|
إلا عداوة من عاداك من حسد |
وعين الحاسد في الأغلب لاقعة نعوذ بالله من شرها ولا أعدمنا الله حسدة. [الكامل]
وإذا أراد الله نشر فضيلة |
|
طويت أتاح لها لسان حسود |
والحسد : في الاثنين اللتين قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «حسد مستحسن غير ضار» ، وإنما هو باعث على خير ، وهذه السورة خمس آيات فقال بعض الحذاق : وهي مراد الناس بقولهم للحاسد إذا نظر إليهم : الخمس على عينيك ، وقد غلطت العامة في هذا فيشيرون في ذلك بالأصابع لكونها خمسة ، وأمال أبو عمرو (حاسِدٍ) ، والباقون بفتح الحاء وقال الحسن بن الفضل : ذكر الله تعالى الشر في هذه السورة ثم ختمها بالحسد ليظهر أنه أخس طبع.