قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٥ ]

    المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٥ ]

    495/549
    *

    (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) ، وبإزاء قوله (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) قوله (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) ، هذا عليه قول من قال إن (السَّائِلَ) هنا هو السائل عن العلم والدين وليس بسائل المال ، وهو قول أبي الدرداء والحسن وغيره ، وبإزاء قوله (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) قوله (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ). ومن قال إن (السَّائِلَ) هو سائل المحتاج وهو قول الفراء عن جماعة ، ومعنى (فَلا تَنْهَرْ) جعلها بإزاء قوله (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) ، وجعل قوله (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) بإزاء قوله (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) ، وقال إبراهيم بن أدهم نعم القول السؤال يجملون زادنا إلى الآخرة ، (فَلا تَنْهَرْ) ، معناه : فرد ردا جميلا إما بعطاء وإما بقول حسن ، وفي مصحف ابن مسعود «ووجدك عديما فأغنى» ، وقرأ ابن مسعود والشعبي وإبراهيم التيمي ، «فأما اليتيم فلا تكهر» بالكاف ، قال الأخفش هي بمعنى القهر ، ومنه قول الأعرابي : وقاكم الله سطوة القادر وملكة الكاهر ، وقال أبو حاتم لا أظنها بمعنى القهر لأنه قد قال الأعرابي الذي بال في المسجد : فأكهرني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإنها هي بمعنى الإشهار وأمره الله تعالى بالتحدث بالنعمة ، فقال مجاهد والكسائي : معناه : بث القرآن وبلغ ما أرسلت به ، وقال آخرون بل هو عموم في جميع النعم ، وكان بعض الصالحين يقول : لقد أعطاني الله كذا وكذا ، ولقد صليت البارحة كذا وذكرت الله كذا ، فقيل له : إن مثلك لا يقول هذا ، فقال إن الله تعالى يقول : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ، وأنتم تقولون لا تحدث ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «التحدث بالنعم شكر» ، ومنه قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم: «من أسديت إليه نعمة فذكرها فقد شكرها ومن سترها فقد كفرها» ، ونصب (الْيَتِيمَ) ب (تَقْهَرْ) والتقدير مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم.

    نجز تفسيرها والحمد لله كثيرا.