عمران : ٤٦] في موضع الحال ، فكذلك (مِنَ) [آل عمران : ٤٦] وما عملت فيه هذه الآية أيضا ، ثم عطف قوله : «أو يرسل» على هذه الحال المتقدمة. وفي هذه الآية دليل على أن الرسالة من أنواع التكليم ، وأن الحالف المرسل حانث إذا حلف أن لا يكلم إنسانا فأرسل إليه وهو لم ينو المشافهة وقت يمينه.
وقوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) المعنى وبهذه الطرق ومن هذا الجنس أوحينا إليك أو بالرسل. والروح في هذه الآية : القرآن وهدى الشريعة سماه (رُوحاً) من حيث يحيي به البشر والعالم ، كما يحيي الجسد بالروح ، فهذا على جهة التشبيه.
وقوله تعالى : (مِنْ أَمْرِنا) أي واحد من أمورنا ، ويحتمل أن يكون الأمر بمعنى الكلام ، و (مِنْ) لابتداء الغاية.
وقوله تعالى : (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) توقيف على مقدار النعمة. والضمير في : (جَعَلْناهُ) عائد على الكتاب ، و. يهدي بمعنى يرشد.
وقرأ جمهور الناس : «وإنك لتهدي» بفتح التاء وكسر الدال. وقرأ حوشب : «تهدى» بضم التاء وفتح الدال على بناء الفعل للمفعول ، وفي حرف أبي : «لتدعو» ، وهي تعضد قراءة الجمهور. وقرأ ابن السميفع وعاصم والجحدري : «لتهدي» بضم التاء وكسر الدال ..
وقوله : (صِراطِ اللهِ) يعني صراط شرع الله ورحمته وجنته ، فبهذا الوجه ونحوه من التقدير أضيف الصراط إلى الله تعالى. واستفتح القول في الإخبار بصيرورة الأمور إلى الله تعالى مبالغة وتحقيقا وتثبيتا ، والأمور صائرة على الدوام إلى الله تعالى ، ولكن جاءت هذه العبارة مستقبلة تقريبا لمن في ذهنه أن شيئا من الأمور إلى البشر. وقال سهيل بن أبي الجعد : احترق مصحف فلم يبق منه إلا قوله : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).