أفضلهم سبقاً» (١).
وهـذه الروايات (٢) من طرقهم قاضـية بأنّ : «صالح المؤمنين» هو عليّ عليه السلام وهو صدّيق هذه الأُمّة الأكبر ، وفاروقها الأعظم بين الحقّ والباطل ، ويقتضيه ما روي مستفيضاً عند الفريقين أنّه : «قسيم الجنّة والنار».
كما أنّ الأشخاص المعنيين بالخبر المفشى تقتضي السورة والآيات بتقابلهم وتباينهم مع موقع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والدين وصالح المؤمنين ، وأنّ «صالح المؤمنين» مولى النبيّ صلى الله عليه وآله ووليّه يلي أمره في الدين ، ومن ثمّ كانت هذه الآيات في السورة معلنةً لولاية «صالح المؤمنين» ، وأنّه وليّهم بعـد رسول الله صلى الله عليه وآله في قبال موقع الطرف الآخر صاحب المكيدة والتدبير على الدين والرسول الأمين صلى الله عليه وآله.
الملحمة القرآنية والإسرار النبوي :
الحديث الذي أسرّ به النبيّ صلى الله عليه وآله إلى حفصة ـ كما تشير إليه سورة التحريم ـ قد سبق وأن أنبأ به القرآن الكريم في سورة البقرة وفي سورة
____________
(١) الدرّ المنثور ٦ / ١٥٤.
(٢) وممّن روى أنّ «صالح المؤمنين» هو عليّ عليه السلام : الآلوسي في روح المعاني ٢٨ / ١٣٥ ، وابن كثير في تفسيره ٤ / ٣٨٩ ، والسيوطي في الدرّ المنثور ٦ / ٢٤٤ ، والشوكاني في فتح القدير ٥ / ٢٤٦ ، وابن بطريق في العمدة عن تفسير الثعلبي : ١٥٢ ، والگنجي الشافعي في كفاية الطالب : ٥٣ ، والقرطبي في جامع الأحكام ١٨ / ١٨٩ ، والأندلسي في البحر المحيط ٨ / ٢٩١ ، وابن الجوزي في التذكرة : ٢٦٧ ، وابن همام في حبيب السير ٢ / ١٢ ، والحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ٢ / ٢٥٩ ، وذكر محمّـد بن العبّـاس في تأويل الآيات ٢ / ٦٩٨ اثنين وخمسين حديثاً من طرق الخاصّة والعامّة.