عهدوا إليه وأنذروه
وأطلعوه على ما عرفوه من توقيف الرسول صلىاللهعليهوآله
على زمان الغَيْبة وكيفيّتها ، وطولها وقصرها ، وعلاماتها وأماراتها ، ووقت الظهور
، والدلائل على ( تيسيره وتسهيله ) .
وعلى هذا لا سؤال علينا ؛ لأنّ زمان
الظهور إذا كان منصوصاً على صفته ، والوقت الذي يجب أن يكون فيه ، فلا حاجة إلى
العلم بالسرائر والضمائر.
وغير ممتنع ـ مضافاً إلى ما ذكرناه ـ أن
يكون هذا الباب موقوفاً على غلبة الظنّ وقوّة الأمارات وتظاهر الدلالات.
وإذا كان ظهور الإمام إنّما هو بأحد
أُمور : إمّا بكثرة أعوانه وأنصاره ، أوقوّتهم ونجدتهم ، أو قلّة أعدائه ، أو
ضعفهم وجورهم ؛ وهذه أُمور عليها أمارات يعرفها من نظر فيها وراعاها ، وقربت
مخالطته لها ، فإذا أحسَّ الإمام عليهالسلام
بما ذكرناه ـ إمّا مجتمعاً أو متفرِّقاً ـ وغلب في ظنّه السلامة ، وقويَ عنده بلوغ
الغرض والظفر بالأرب ، تعيّن عليه فرض الظهور ، كما يتعيّن على أحدنا فرض الإِقدام
والإِحجام عند الأمارات المؤمّنة والمخيفة.
[
هل يعتمد الإِمام على الظنّ
في أسباب ظهوره ]
فإن
قيل : إذا كان مَنْ غلب عنده ظنّ السلامة ، يجوِّز
خلافها ، ولا يأمن أن يحقّق ظنّه ، فكيف يعمل إمام الزمان ومهديّ الأُمّة على
الظنّ في
__________________