قيل
: قد مضى مِن هذا الزمان ما فيه كفاية.
وإذا كنّا نقطع على وجود الإمام في
الزمان ومراعاته لأُمورنا ، فحاله عندنا منقسمة إلى أمرين ، لا ثالث لهما :
أمّا أن يكون معنا في بلد واحد ، فيراعي
أُمورَنا بنفسه ، ولا يحتاج إلى غيره.
أو بعيداً عنّا ، فليس يجوز ـ مع حكمته ـ
أن يبعد إلاّ بعد أن يستخلف مَنْ يقوم مقامه ، كما يجب أن يفعل لو كان ظاهر العين
متميّز الشخص.
وهذه غاية لا شبهة بعدها.
[
الفرق بين الغَيْبة والظهور
في الانتفاع بوجود الإمام ]
فإن
قيل : هذا تصريح منكم فأنّ ظهور الإمام
كاستتاره في الانتفاع به والخوف منه ونَيل المصالح من جهته ، وفي ذلك ما تعلمون ! .
قلنا
: إنّا لا نقول : إنّ ظهوره في المرافق ـ
به ـ والمنافع كاستتاره ، وكيف نقول ذلك وفي ظهوره وانبساط يده وقوّة سلطانه ، انتفاع
الوليّ والعدوّ ، والمحّب والمبغض ؟! وليس ينتفع به في حال الغَيْبة ـ الانتفاع
الذي
__________________