[ الأَوْلى في علّة الاستتار من الأولياء ]
والذي يجب أن يجاب به عن هذا السؤال ـ الذي
قدّمنا ذكره في علّة الاستتار من أوليائه
ـ أن نقول أوّلاً [ لا ]
قاطعين على أنّه لا يظهر لجميع أوليائه ، فإنّ هذا مغيَّب عنّا ، ولا يعرف كلُّ
واحد منّا إلاّ حال نفسه دون حال غيره.
وإذا كنّا نجوِّ زظهوره لهم كما نجوِّز خلافه : فلا بُدّ من ذِكر العلّة فيما
نجوّزه من غَيْبته عنهم.
وأَوْلى ما قيل في ذلك وأقربه إلى الحقّ
ـ وقد بيّنّا فيما سلف أنّ هذا الباب ممّا لا يجب العلم به على سبيل التفصيل ، وأنّ
العلم على وجه الجملة فيه كافٍ ـ : أن نقول : لا بُدّ من أن تكون علّة الغَيْبة عن
الأولياء مضاهية لعلّة الغَيْبة عن الأعداء ، في أنّها لا تقضي سقوط التكليف عنهم
، ولا تلحق اللائمة
بمكلفِّهم تعالى ، ولا بُدّ من أن يكونوا متمكنّين من رفعها وإزالتها فيظهر لهم ، وهذه
صفات لا بُدّ من أن تحصل لما تعلّل به الغَيْبة ، وإلاّ أدّى إلى ما تقدّم ذِكره
من الفساد.
وإذا ثبتت هذه الجملة فأَوْلى ما علّل
به التغّيب عن الأولياء أن
__________________