وهذا ممّا المعلوم أنّ الأعداء قد حالوا دونه
ومنعوا منه.
قالوا
: ولا فائدة في ظهوره سرّاً لبعض أوليائه
؛ لأنّ النفع المبتغى من تدبير الأئمّة لا يتمّ إلا بالظهور للكلّ ونفوذ الأمر ، فقد
صارت العلّة في استتار الإمام وفقد ظهوره ـ على الوجه الذي هو لطفُ ومصلحةٌ للجميع
ـ واحدةٌ.
وهذا أيضاً جواب غير مَرْضيّ :
لأنّ الأعداء إن كانوا حالوا بينه و بين
الظهور على وجه التصرّف والتدبير ، فلم يحولوا بينه وبين مَنْ شاء من أوليائه على
جهة الاستتار.
وكيف لا يَنْتَفع به مَنْ يلقاه من
أوليائه على سبيل الاختصاص ، وهو يعتقد طاعته وفرض أتّباع أوامره ، ويحكّمه في
نفسه ؟!
وإنْ كان لا يقع هذا اللقاء لأجل اختصاصه
؛ ولأنّ الإمام معه غير نافذ الأمر في الكلّ ، ولا مفوَّض إليه تدبير الجميع ، فهذا
تصريحٌ بأنّه لا انتفاع للشيعة الإماميّة بلقاء أئمّتها من لدن وفاة أميرالمؤمنين عليهالسلام إلى أيّام الحسن بن عليّ أبي القائم عليهمالسلام ، للعلّة التي ذكرت.
ويوجب ـ أيضاً ـ أنّ أولياء أميرالمؤمنين
عليهالسلام وشيعته لم
يكن لهم بلقائه انتفاع قبل انتقال الأمر إلى تدبيره وحصوله في يده.
وهذا بلوغ ـ من قائله ـ إلى حدّ لا
يبلغه متأمّل.
على أنّه : إذا سلّم لهم ما ذكروهـ من
أنّ الانتفاع بالإمام لا يكون إلاّ مع ظهوره لجميع الرعيّة ، ونفوذ أمره فيهم ـ بطل
قولهم من وجه آخر ،
__________________