كان لا يلزمنا ، ولا
يُخلّ الإضرابُ عن
ذكره بصحّة مذاهبنا ، فنحن نفعل ذلك ونتبعه بالأسئلة التي تُسأل عليه ونجيب عنها.
فإن كان كلّ هذا فضلاً منّا ، اعتمدناه
استظهاراً في الحجّة ، وإلاّ فالتمسّك بالجملة المتقدّمة مُغْنٍ كافٍ.
[ الغَيْبة استتاراً من الظلمة ]
أمّا سبب الغَيْبة فهو : إخافة الظالمين
له عليهالسلام ، وقبضهم
يده عن التصرّف فيما جُعل إليه التصرّف والتدبير له ؛ لأنّ الإمام إنّما ينتفع به
إذا كان مُمَكَّناً ، مطاعاً ، مُخَلّيً بينه وبين أغراضه ، ليقوِّم الجناة ، ويحارب
البغاة ، ويقيم الحدود ، ويسدّ الثغور ، وينصف المظلوم من الظالم ، وكلّ هذا لا
يتمّ إلاّ مع التمكين ، فإذا حيل بينه وبين مراده سقط عنه فرض القيام بالإمامة ، فإذا
خاف على نفسه وجبت غَيْبته ولزم استتاره.
ومَنْ هذا الذي يُلْزمُ خائفاً ـ أعداؤه
عليه ، وهم
حنقون ـ أن يظهر لهم وأن يبرز بينهم ؟!
والتحرّز من المضارّ واجبٌ عقلاً
وسمعاً.
وقد استتر النبيّ صلىاللهعليهوآله في الشِعب مرّة ، وأُخرى في الغار ، ولا
وجه لذلك إلاّ الخوف من المضارّ الواصلة إليه.
__________________