لأنّ الكلام في سبب الغَيْبة ووجهها ، فيه
من الاحتمال والتجاذب ما ليس في الطريقة التي ذكرناها في إمامة ابن الحسن عليهماالسلام ؛ لأنّها مبنيّة على اعتبار العقل وسبر
ما يقتضيه ، وهذا بيّنٌ لمن تأمّله.
[ التأكيد على
المحافظة على المنهج
الموضوعي
للبحث ]
وبعدُ ، فلا تنسوا ما لا يزال شيوخكم
يعتمدونه ، من ردّ المشتبه من الأُمور إلى واضحها ، وبناء المحتمل منها على ما لا
يحتمل ، والقضاء بالواضح على الخفيّ ، حتّى أنّهم يستعملون ذلك ويفزعون إليه في أُصول
الدين وفروعه فيما طريقه العقل وفيما طريقه الشرع ، فكيف تمنعوننا في الغَيْبة خاصّة
ما هو دأبكم
ودينكم ، وعليه اعتمادكم واعتضادكم ؟!
ولولا خوف التطويل لأشرنا إلى المواضع
والمسائل التي تعوّلون فيها على هذه الطريقة ، وهي كثيرة؛ فلا تنقضوا ـ بدفعنا في الغَيْبة
عن النهج الذي سلكناه ـ أُصولَكم بفروعكم ، ولا تبلغوا في العصبيّة إلى الحدّ الذي
لا يخفى على أحد.
[
بيان حكمة الغَيْبة عند المصنّف ]
وإذا كنّا قد وَعَدْنا بأن نتبرّع بذكر
سبب الغَيْبة على التفصيل ، وإنْ
__________________