وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ، عن شقيق : « كنّا مع حذيفة جلوساً فدخل عبد الله وأبو موسىٰ المسجد ، فقال ـ أي حذيفة ـ : أحدهما منافق . ثمّ قال ـ أي حذيفة ـ : إنّ أشبه الناس هدياً ودلّاً وسمتاً برسول الله صلىاللهعليهوآله عبد الله » (١) .
وروىٰ الشيخ المفيد في أماليه عن عليّ عليهالسلام ـ بشأن أبي موسىٰ ـ : « والله ما كان عندي مؤتمناً ولا ناصحاً ، ولقد كان الّذين تقدّموني استولوا علىٰ مودّته ، وولّوه وسلّطوه بالإمرة علىٰ الناس ، ولقد أردت عزله فسألني الأشتر فيه أن أقرّه ، فأقررته علىٰ كره منّي له ، وتحمّلت علىٰ صرفه من بعد » (٢) .
وذكر المسعودي في مروج الذهب : « إنّ أبا موسىٰ ثبّط الناس عن عليّ عليهالسلام في حرب الجمل ، فعزله عن الكوفة وكتب إليه : « اعتزل عملنا يا بن الحائك مذموماً مدحوراً ، فما هذا أوّل يومنا منك ، وإنّ لك فينا لهنّات وهنيّات » (٣) .
وذكر ابن سعد في الطبقات عن أبي بردة ـ وهو ابن أبي موسىٰ الأشعري ـ : « . . . إذ دخل يزيد بن معاوية فقال له معاوية : إن وليت من أمر الناس شيئاً فاستوصِ بهذا ، فإنّ أباه كان أخاً لي ـ أو خليلاً أو نحو هذا من القول ـ غير أنّي قد رأيت في القتال ما لم ير » (٤) .
هذا ، ويستفاد من الموارد والنصوص الآنفة عدّة أُمور :
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٩٣ رقم ٨٢ ، تاريخ دمشق ٣٢ / ٩٣ .
(٢) الأمالي ـ للمفيد ـ : ٢٩٥ رقم ٦ .
(٣) مروج الذهب ٢ / ٣٦٧ ، تاريخ الطبري ٤ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠ .
(٤) الطبقات الكبرىٰ ٤ / ١١٢ ، تاريخ الطبري ٥ / ٣٣٢ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٠١ رقم ٨٢ .