ذلك ، وكان من جملة معجزاته ؛ لأنّه لا يمكن معرفة مثل ذلك إلّا بوحي من الله تعالىٰ . .
فسار رسول الله صلىاللهعليهوآله في العقبة وعمّار وحذيفة معه ، أحدهما يقود ناقته والآخر يسوقها ، وأمر الناس كلّهم بسلوك بطن الوادي ، وكان الّذين همّوا بقتله اثني عشر رجلاً أو خمسة عشر رجلاً علىٰ الخلاف فيه ، عرفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وسمّاهم بأسمائهم واحداً واحداً .
عن الزجّاج والواقدي والكلبي ، والقصّة مشروحة في كتاب الواقدي . .
وقال الباقر عليهالسلام : كانت ثمانية منهم من قريش وأربعة من العرب » (١) .
وقال الزمخشري في ذيل الآية ٧٤ : « أقام رسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ، ويعيب المنافقين فيسمع من معه منهم ، منهم الجلاس بن سويد . . . ـ إلىٰ أن قال : ـ فتاب الجلاس وحسنت توبته .
( وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ ) : وأظهروا كفرهم بعد إظهارهم الإسلام .
( وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) : وهو الفتك برسول الله صلّىٰ الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وذلك : عند مرجعه من تبوك تواثق خمسة عشر منهم علىٰ أن يدفعوه عن راحلته إلىٰ الوادي إذا تسنّم العقبة بالليل ، فأخذ عمّار بن ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة خلفها يسوقها ، فبينما هما كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وبقعقعة السلاح ، فالتفت فإذا قوم متلثّمون ، فقال : إليكم إليكم يا أعداء الله ، فهربوا » (٢) .
__________________
(١) مجمع البيان ـ للطبرسي ـ ٥ / ٧٠ ـ ٧٨ .
(٢) الكشّاف ـ للزمخشري ـ ٢ / ٢٩١ .