ويقال : إنّه أنشد لمّا وضعت الرُّؤوس بين يَدَيْه :
نفلّق (١) هاماً من رجالٍ أعزّةٍ |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما (٢) |
وما يروىٰ عنه أنّه أنشد قول ابن الزِبعرىٰ لمّا وضعت الرؤوس عنده :
ليْتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا |
|
جَزَعَ الخزرج من وقع الأسَلْ |
فاستهلّوا وأهلّوا فَرَحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا تَشلْ |
لسْتُ من خندف إن لم أنتقم |
|
من بني أحمد ما كان فَعَلْ |
فلم يجتمع عليه الرواة (٣) ؛ ولو صحّ ذلك منه لم يشكّ في كفره ! !
ولكنّه يروىٰ إنّه كان ينكت أسنان الحُسين بقضيب كان في يده وأنشد : يفلّقن هاماً . . البيت ، فكان عنده أبو برزة الأسلمي فقال : أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين ؟! والله لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً ، لربّما
__________________
من أحداث ، وهم الّذين تولّوا إشاعة وتثبيت مقولة : إنّ ما وقع في كربلاء كان من فعل ابن زياد وليس يزيد .
الثاني ـ وهو الاحتمال الأقوىٰ ـ : أنّ يزيد نفسه كان وراء هذا الوضع ، بالمكر والدهاء والخداع ؛ لتبرئة ساحته وإلقاء تبعة جريمة عاشوراء في عنق ابن زياد ، غافلاً عن أنّه هو نفسه قد عيّن وأبقىٰ ابن زياد والياً علىٰ الكوفة والعراق ، وفي هذه الحالة كان واجباً عليه ـ وبزعمه : أنّ كربلاء وقتل الإمام الحسين عليهالسلام كان بأمر وتنفيذ ابن زياد فقط ـ أن يعزله عن ولاية العراق علىٰ أقلّ تقدير .
(١) في تاريخ الطبري : يفلّقْن .
(٢) والشعر لحصين بن همّام المرّي ، من المفضلية : ١٢ . راجع : تاريخ الطبري ٥ / ٣٩٠ ، وص ٤٦٠ ، وص ٤٦٥ .
(٣) البدء والتاريخ ـ للمقدسي ـ ٦ / ١٢ ، الآثار الباقية ـ لأبي ريحان البيروني ـ : ٤٢٢ ، روضة الواعظين ـ للفتّال النيشابوري ـ : ١٩١ ، المناقب ـ لابن شهرآشوب ـ ٤ / ١٨١ ، بحار الأنوار ٤٥ / ١٥٧ ، الاحتجاج ـ للطبرسي ـ ٢ / ١٢٢ ، تفسير القمّي ٢ / ٨٦ ، الخرائج والجرائح ٢ / ٥٨٠ ، مقاتل الطالبيّين : ١١٩ ، بلاغات النساء : ٢١ .
وفي معظم المصادر المذكورة التصريح بأنّ يزيد قد أنشد هذه الأبيات .