أي فيما واقعناه وانكشف (وَاغْفِرْ لَنا) أي استر علينا ما علمت منا (وَارْحَمْنا) أي تفضل مبتدئا برحمة منك لنا.
قال القاضي أبو محمد : فهي مناح للدعاء متباينة وإن كان الغرض المراد بكل واحد منها واحدا وهو دخول الجنة و (أَنْتَ مَوْلانا) مدح في ضمنه تقرب إليه وشكر على نعمه ، ومولى هو من ولي فهو مفعل أي موضع الولاية ، ثم ختمت الدعوة بطلب النصر على الكافرين الذي هو ملاك قيام الشرع وعلو الكلمة ووجود السبيل إلى أنواع الطاعات.
وروي أن جبريل عليهالسلام أتى محمدا صلىاللهعليهوسلم فقال : قل (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) ، فقالها فقال جبريل قد فعل ، فقال : قل كذا وكذا فيقولها فيقول جبريل : قد فعل إلى آخر السورة ، وتظاهرت بهذا المعنى أحاديث ، وروي عن معاذ بن جبل أنه كان إذا فرغ من قراءة هذه السورة قال آمين.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه : هذا يظن به أنه رواه عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، فإن كان ذلك فكمال ، وإن كان بقياس على سورة الحمد من حيث هناك دعاء وهنا دعاء فحسن ، وروى أبو مسعود عقبة بن عمرو عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليل كفتاه ، يعني من قيام الليل ، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ما أظن أحدا عقل وأدرك الإسلام ينام حتى يقرأهما. وروي أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهن أحد قبلي».
كملت سورة البقرة والحمد لله كثيرا