أشهر مفسري القرآن
من الصحابة
اشتهر من الصحابة بتفسير القرآن الكريم : الخلفاء الأربعة ـ عبد الله بن مسعود ـ أبي بن كعب ـ زيد بن ثابت ـ الزبير بن العوام ـ عبد الله بن عباس.
علي بن أبي طالب :
ومعظم ما روي من التفسير عن الخلفاء الراشدين هو عن عليّ كرّم الله وجهه ، وذلك لبعده عن مهام الخلافة إلى نهاية خلافة عثمان.
ثم إنه نشأ في بيت النبوة ، وترعرع في كنف رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنهل من علمه ، ثم زوّجه صلىاللهعليهوسلم ابنته فاطمة الزهراء.
وقد دخل على تفسيره الشيء الكثير مما لم يقل به ولم يعلمه ، إنما نسبه إليه غلاة الشيعة. فإذا ما ثبت عنه قول صحيح النسبة إليه ـ كما يقول سعيد بن جبير. (... لم نعدل إلى غيره) وقد قال عليّ عن نفسه وهو يخطب (١) :
سلوني ، فو الله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ، وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل.
وقال ـ فيما رواه ابن سعد ـ :
«والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، وعلام نزلت ، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ، ولسانا ناطقا».
وقال أبو عبد الرحمن السلمي :
«ما رأيت ابن أنثى أقرأ لكتاب الله من علي».
عبد الله بن مسعود :
كان من أعلم الناس بالتفسير ـ يقول عن نفسه (٢) :
والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت ، وأين نزلت ، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.
وقد زكّاه عليّ ـ كرم الله وجهه ـ وشهد له بسعة علمه وعلو كعبه في ذلك ، فقد قالوا لعلي : أخبرنا عن ابن مسعود ، قال :
«علم القرآن والسنة ثم انتهى ، وكفى بذلك علما».
__________________
(١) أسد الغابة ٤ / ٢٣.
(٢) الإتقان ٢ / ١٨٧ ، مقدمة في أصول التفسير / ابن تيمية ٢٥ ـ ٢٦.