الذى يعدّ هو من
أنجب تلاميذها ، بالرغم من وقوع الخلاف فيما بينهم فى بعض الفروع.
أبو هاشم الجبائى
:
هو أبو هاشم عبد
السلام الجبائى بن محمد الجبائى ، وكان ذكيا ، حسن الفهم ، ثاقب الفطنة ، صانعا
للكلام مقتدرا عليه ، قيما ، وتوفى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، وله من الكتب ،
كتاب الجامع الكبير ، وكتاب الأبواب الكبير. وكتاب الأبواب الصغير ... وضعه ابن المرتضى فى الطبقة التاسعة ، وقال القاضى : إنما
قدمناه وأن تأخر فى السن عن كثير ممن نذكر فى هذه الطبقة لتقدمه فى العلم . وخالف أباه فى مسائل ، وكوّن له أتباعا يسمون بالبهشمية ويقول فخر الدين الرازى «ولم يبق فى زماننا من سائر فرق
المعتزلة إلا هاتان الفرقتان ، أصحاب أبى هاشم وأصحاب أبى الحسين البصرى (الحسينية)
وقد صنف كتابا نقض فيه ابن الراوندى فى كتاب الفرند» .
وأبو يوسف
القزوينى المعتزلى كان يملك نفيسين «منها تفسير ابن جرير الطبرى فى أربعين مجلدا
وتفسير أبى القاسم البلخى ، وأبى على الجبائى وابنه أبى هاشم ، وأبى مسلم بن بحر
وغيرهم» .
وأبو هاشم هو صاحب
«الأحوال» المعروفة فى علم الكلام الاعتزالى ، وهى خاصة بمبدإ التوحيد فى الكلام
على علم الله سبحانه ، وعند المعتزلة أنه تعالى عالم بعلم هو هو ، على تعبير أبى
الهذيل ـ أى أنه سبحانه يستحق هذه الصفة لذاته ، كما قال أبو على ، بينما ذهب أبو
هاشم إلى أن العلمية حال للذات وليست بصفة ، أى أنه تعالى على حال من العلم (وحال
من القدرة ...
__________________