قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اعجاز القرآن بين المعتزلة والأشاعرة

اعجاز القرآن بين المعتزلة والأشاعرة

اعجاز القرآن بين المعتزلة والأشاعرة

تحمیل

اعجاز القرآن بين المعتزلة والأشاعرة

29/292
*

التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فان كملت هذه الخصال فهو معتزلى» (١).

وهذه الأصول الاعتزالية لا نستطيع أن نفهم مقاصدها حق الفهم إلّا بعد أن نقابلها بالأحداث التى أثرت فى تيار التفكير الإسلامى ، وفى مجرى الإسلام دينا ، والقرآن نصا سماويا.

فحين نزل القرآن ، لم يكن نزوله بين قوم سذّج يتلمسون طريقهم إلى السماء فى تعثر ، بل وجد مللا وأديانا سماوية طال بها الزمن ، ومن أجل الوصول بالناس إلى شاطئ الأمان نزل القرآن (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود ـ ١].

وكان فيه خبر عن اليهود وعن انقسامهم أحزابا وشيعا فيما بينهم ، وعن اتخاذهم العجل بعد غيبة موسى (٢) وفيه خبر عن النصارى الذين قالوا (الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) [التوبة ـ ٣٠] كما قالت اليهود (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) [التوبة ـ ٣٠] وهكذا تحدث عن المشركين وعن منكرى الأديان (٣) وعن المجوس (٤) وعن غيرهم.

وأهمّ نقط الخلاف بين المسلمين واليهود كانت «عدم اعترافهم بنبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت هذه أهم مشكلة من مشكلات الجدل بين النبى وبين الأحبار ، ثم الاعتراف بنبوّة المسيح وقد أنكرها اليهود إنكارا باتا وطعنوا فى مريم طعنا شديدا» (٥) أما ما بين المسلمين والنصارى ، فلم يكن الأمر بينهما فى البدء ، إلّا أحاديث فى لين ورقّة ، ثم اشتدت ، واحتدم النقاش بينهما ، وأهم مشكلة قامت

__________________

(١) الخياط ـ الانتصار ـ ص ٣ ط دار الكتب ١٩٢٥ م تحقيق د. نيبرج.

(٢) انظر قوله تعالى (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ ، أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً ، اتَّخَذُوهُ وَكانُوا ظالِمِينَ) [الأعراف ـ ١٤٨].

(٣) انظر قوله تعالى (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا ، نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ ، وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) [الجاثية ـ ٢٤.]

(٤) انظر قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ ، وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ـ إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ...) [الحج ـ ١٧].

(٥) الدكتور النشار ـ نشأة التفكير الفلسفى فى الإسلام ـ ٤٢ و ٤٣.