ويشير الأستاذ أمين الخولى إلى اتجاهات عبد القاهر قائلا أنه (متكلم فلسفى تارة وهو أديب صانع كلام وناقده طورا ، وهو متكلم أو بليغ كلامى الدرس فى كتابه (دلائل الاعجاز) ، يعنى أولا وأخيرا بقضية الإعجاز فقط ، وينصرف إليها انصرافا تاما ، فيجادل عنها جدلا منطقيا بارز النزعة فى أسلوبه من مثل قوله (إن قلتم قلنا) و (كيف لا يكون الأمر كذلك) و (ما هو إلا كذا كذا) مما لا نطيل بسوق شواهد منه ، لأنه كثير يعثر عليه فى أغلب صفحات الكتاب» (١) ويعترض الدكتور أحمد أحمد بدوى على الأستاذ أمين الخولى فيما ذهب إليه من أمر الاتجاه الكلامى عند الجرجانى (٢).
وإذا رجعنا إلى ثبت مؤلفات الجرجانى ، أمكننا بسهولة أن ندرجها تحت اتجاهات ثلاثة كانت للجرجانى ، أحدهما الاتجاه الأدبى ، والثانى النحوى والثالث الكلامى (٣).
وأما عن وفاته فقد حددها المؤرخون ، ولكنهم لم يذكروا شيئا عن السنة التى ولد فيها ولا عن أسرته سوى أنها فارسية (٤) وأجمعوا على أن سنة الوفاة هى إحدى وسبعون وأربعمائة (٥).
الجرجانى والإعجاز :
شغل الجرجانى نفسه بالإعجاز ، وقدم لها خلاصة فكره وأوقف عليها أهم مؤلفاته.
__________________
ـ و ٢٤٢ و ٢٨٤ و ٣٣٥. والزجاج ـ الدلائل ٢١٥. والأخفش ـ الدلائل ٢٠٨. والرقاشى ـ الأسرار ٨ ، والسراج ـ الدلائل ١٤٥. ونجد من اللغويين : الأصمعى ـ الدلائل ١٨٠. وابن دريد ـ الأسرار ٢٦ و ٣٢٠ وثعلب ـ الدلائل ٢٩٨ والمبرد ـ الأسرار ٤١ و ٢٨٦ ومن الرواة : عتبة ـ الدلائل ١٨١ ومن الفقهاء : الشافعى ـ الأسرار ٨ و ٩٣.
(١) أمين الخولى ـ فن القول ـ ٧٣.
(٢) الدكتور أحمد أحمد بدوى ـ عبد القاهر الجرجانى ـ ٣٩٤.
(٣) انظر فى ثبت المؤلفات القفطى والحنبلى واليافعى وغيرهم.
(٤) القفطى ـ إنباه الرواة ٢٠ / ١٨٨.
(٥) انظر فى ذلك الكتبى والحنبلى واليافعى وابن تغرى بردى والقفطى فى صفحات مصادرهم.