قولهم! ليت شعري إلى أيّ سناد استندوا؟! وعلى أيّ عماد اعتمدوا؟! وبأيّة عروة تمسّكوا؟! وعلى أيّة ذرّيّة أقدموا واحتنكوا؟! لبئس المولى ولبئس العشير ، وبئس للظالمين بدلاً ، استبدلوا والله الذنابى بالقوادم ، والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قوم (يحسبون أنّهم يحسنون صنعا) (١) ، (ألا إنّهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) (٢).
ويحـهم! (أفمـن يهـدي إلى الحقّ أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) (٣) ..
أما لعمري لقد لقحت ، فنظرة ريثما تنتج ، ثمّ احتلبوا ملء القعب دماً عبيطاً وزعافاً مبيداً ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غبّ ما أسّس الأوّلون ، ثمّ طيبوا عن دنياكم أنفساً ، واطمئنّوا للفتنة جأشاً ، وأبشروا بسيف صارم ، وسطوة معتد غاشم ، وبهرج شامل ، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيداً ، وجمعكم حصيداً ، فيا حسرة لكم ، وأنّى بكم وقد عُمّيت عليكم؟! (أن لزمكموها وأنتم لها كارهون) (٤)؟!» (٥).
فتحصّل أنّها عليها السلام لا ترى مجرّد الهجرة والنصرة دليلاً على الاستقامة والصلاح وحسن العاقبة والخاتمة ، بل لا بـد من الإقامة على شروط العهد والمواثيق التي أخذها عليهم الله تعالى ورسوله ، من الإقرار بالتوحيد والرسالة والولاية لأهل بيته ومودّتهم ونصرتهم.
____________
(١) سورة الكهف ١٨ : ١٠٤.
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٢.
(٣) سورة يونس ١٠ : ٣٥.
(٤) سورة هود ١١ : ٢٨.
(٥) معاني الأخبار : ٣٥٤ ـ ٣٥٦ ، الأمالي ـ للطوسي ـ : ٣٧٤ مج ١٣ ح ٥٥ ، الاحتجاج ١ / ٢٨٦ ـ ٢٩٢ ، بحار الأنوار ٤٣ / ١٥٨ ـ ١٦٠.