[قال ابن أبي طيّ] : وحكى أبو اللطف الداراني ، قال : ما استيقظت من الليل قطّ ألاّ وسمعت حسّه بالصلاة. وبالغ في وصفه ، وحكى له كرامة.
وحكى الراشدي تلميذه ، قال : جمع ابن عمّار بين أبي الفضل وبين مالكيٍّ مناظرةً في تحريم الفقاع ، وكان الشيخ جريئاً فصيحاً ، فنطق بالحجّة ووضح دليله ، فانزعج المالكي وقال : كُلْني كُلْني!!
فقال : ما أنا على مذهبك. أراد أنّ مذهبه جواز أكل الكلب.
وقال له ابن عمّار يوماً : ما الدليل على حَدَث القرآن؟
قال : النس ـ خ ، والقديم لا يتبدّل ولا يدخل زيادة ولا نقص.
وقال له آخر : ما الدليل على أنّا مخيَّرون في أفعالنا؟
قال : بعْثةُ الرسـل.
وقال له أبو الشكر بن عمّار : ما الدليل على مُتْعة؟
قال : قول عمر : متعتان كانتا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وأنا أنهى عنهما. فقبلنا روايته ، ولم نقبل قوله في النهي (١).
قال الذهبي في السير : رأس الرفض بالشام ، القاضي أسعد بن أحمد ابن أبي روح الطرابلسي ، صاحب التصانيف. أخذ عن ابن برّاج ، وسكن صيدا إلى أن أخذتها الفرنج ، فَقُتِل بها ، وكان ذا تعبّد وتهجّد وصمت ..
ناظرَ مغربياً في تحريم الفقاع ، فقطعه ، فقال المغربي المالكي : كُلني! قال : ما أنا على مذهبك ، أي جواز أكل الكلب.
____________
(١) تاريخ الإسلام السنوات ٥٠١ ـ ٥٢٠ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨. وانظر : الوافي بالوفيات ٩ / ٤٠.
راجع ترجمته وتفصيل أحواله في : موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلاميـلعمر عبـد السلام التدْمُري ـ ٦ / ٣٨٨ ـ ٣٩٢ رقم ٢٦١.