لا نهاية لها من الأعراض والله تعالى لا يقدر إلا على الأجسام فحسب فالقادر على أجناس مختلفة ينبغي أن يكون أقدر ممن لا يقدر إلا على جنس واحد]. وزعم المعروف بأبي الهذيل أن مقدورات الله تعالى تفنى ويبقى أهل الجنة وأهل النار حينئذ خمودا في سكون دائم ولا يقدر الله بعد ذلك على ضر ولا على نفع. وزعم الاسواري منهم أن الله إنما يقدر على إحداث ما قد علم إنه يحدثه ولا يقدر على إحداث ما علم إنه لا يحدثه وإن كان من جنس ما قد أحدث فجعل مقدوراته متناهية من هذا الوجه ، تعالى الله عن أقوال هؤلاء الكفرة علوّا كبيرا.
المسألة الثالثة من هذا الأصل
في علم الله ومعلوماته
قال أصحابنا : [أجمع أهل الحق] أن علم الله واحد (١) قد علم به جميع معلوماته ما كان منها وما يكون وما لا يكون إن لو كان كيف كان يكون وقد علم به أيضا استحالة المحالات وعلم علمه بنفسه وخالفهم في هذا الأصل (٢) فرق : منهم الزرارية والجهمية في دعواهما حدوث علم الله تعالى وإنه لا يعلم [الأشياء قبل حدوثها وقيل لهم إن جاز أن يحدث معلومه قبل علمه به فهلا جاز أن يحدث كل شيء ولا يكون عالما به وهذا يغني عن كونه عالما] الشيء قبل حدوث علمه به. والخلاف الثاني : مع معمر القدري (٣) [في قوله لا يجوز] فإنه لا يجوّز أن يقال إنّ الله عالم بنفسه [ونفسه معلومة له لأن من شرط المعلوم عنده كونه غير عالم به] ومن العجائب عالم بغيره وهو غير عالم بنفسه.
والخلاف الثالث : مع فرقة من الكرّامية زعمت أن لله علمين يعلم بأحدهما معلوماته ويعلم هذا العلم بالعلم الآخر ولا ينفصل هؤلاء ممن أثبت له علوما كثيرة [بعدد المعلومات وذلك فاسد فما يؤدي إليه مثله].
__________________
(١) [ليس بضروري ولا مكتسب ولا عن استدلال ونظر وأجمعوا على أنه محيط بجميع المعلومات يعلم به ما كان].
(٢) [في هذه الجملة].
(٣) [في قوله لا يجوز].