المسألة التاسعة من هذا الأصل
في فضل عائشة وفاطمة
واختلفوا في فضل عائشة وفاطمة فكان شيخنا أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي وابنه سهل بن محمد يفضّلان فاطمة على عائشة. وهذا هو الأشبه بمذهب شيخنا أبي الحسن الأشعري وبه قال الشافعي. وللحسين بن الفضل رسالة في ذلك. وزعمت البكرية أن عائشة أفضل من فاطمة. والقول الأول هو الصحيح عندنا للخبر الوارد في أن أفضل النساء وخيرهن أربع وأفضل النساء بعد فاطمة وخديجة عائشة ثم أم سلمة ثم حفصة بنت عمر ثم الله أعلم بالأفضل منهن بعد ذلك (١). وقد قيل إن بنات كل نبي أفضل من زوجاته.
المسألة العاشرة من هذا الأصل
في ترتيب أئمة الدين في علم الكلام
أول متكلمي أهل السنة من الصحابة علي بن أبي طالب لمناظرته الخوارج في مسائل الوعد والوعيد ومناظرته القدرية في القدر والقضاء والمشيئة والاستطاعة. ثم عبد الله بن عمر في كلامه على القدرية وبراءته منهم ومن زعيمهم المعروف بمعبد الجهني. وادّعت القدرية أن عليّا كان منهم وزعموا أن زعيمهم واصل بن عطاء الغزّال أخذ مذهبه من محمد وعبد الله ابني علي رضي الله عنه. وهذا من بهتهم ومن العجائب أن يكون ابنا علي قد علّما واصلا ردّ شهادة علي وطلحة والشكّ في عدالة علي. أفتراهما علماه إبطال شفاعة علي وشفاعة صهر المصطفى (٢) صلىاللهعليهوسلم. وأول متكلمي أهل السنة من التابعين عمر بن عبد العزيز وله رسالة بليغة في الرد على القدرية. ثم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وله كتاب في الرد على القدرية من القرآن؟. ثم الحسن البصري وقد ادّعته القدرية فكيف يصح لها هذه الدعوى مع رسالته إلى عمر بن عبد العزيز في ذم القدرية ومع طرده واصلا عن
__________________
(١) [أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ : ٥٩٧ كما أخرجه البخاري]
(٢) [أفتراهما علماه ابطال شهادة طلحة وصهر النبي].