اليهود فإنهم أقروا بتسعة عشر نبيا بعد موسى وبمن قبله من الأنبياء وأنكروا عيسى ومحمدا عليهماالسلام. والخامس : مع السامرة الذين أقروا بنبوة موسى وهارون ويوشع ومن قبلهم من الأنبياء وأنكروا من كان منهم بعد ذلك. والسادس : مع النصارى في إنكارها نبوة نبينا صلىاللهعليهوسلم. والسابع : مع صابئة حران في دعواها نبوة قوم من الفلاسفة. والثامن : مع الخرمدينية الذين زعموا أن الرسل [تترى] غير منقطعة وإنما يدورون على الأدوار. والتاسع : مع من ادعى من غلاة الروافض نبوة علي رضي الله عنه. والعاشر : مع من ادعى منهم نبوة كل إمام في وقته .. [والحادي عشر : مع اليزيدية من الخوارج حيث قالوا إنّ الله يبعث نبيا ينسخ شريعة محمد صلىاللهعليهوسلم ويكون صابئا كما يذكر وليس من جملة هؤلاء الصابئين. والكلمة في هذا الباب قد استقصيناها في كتاب دلائل النبوة]. وإذا صح لنا أن الرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر قلنا إنّ خمسة منهم من أولي العزم المذكورين في القرآن وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهمالسلام. وخمسة منهم من العرب وهم هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد عليهمالسلام.
المسألة الخامسة من هذا الأصل
في ترتيب الرسل
وأولهم (١) آدم عليهالسلام وآخرهم عند المسلمين محمد صلىاللهعليهوسلم. وزعمت صابئة واسط أن آخرهم شيث ولكنهم يظهرون للمسلمين الإيمان بعيسى عليهالسلام ليعدّوهم في عدد النصارى. وقد زعمت المجوس أن أول البشر وأول الرسل كيكومرت (٢) الملقب بكل شاه أي ملك الطين. وزعموا أن الشيطان قتله فخرج من صلبه نطفة غاصت في الأرض ونبتت منها ريباستان فصارتا ذكرا وأنثى وازدوجا فجميع الناس من نسلهما. فيا عجبا من قوم أنكروا خلق أنثى من ضلع رجل وأجازوا خلقها من ريباسة نابتة. فإن قال قائل إذا قلتم بأن محمدا آخر
__________________
(١) [أجمع المسلمون وأهل الكتاب على أن أول من أرسل من الناس آدم عليهالسلام].
(٢) [كيومرس].