أسرع المشي (١).
(بَغْتَةً) : فجأة.
(جَهْرَةً) : أي : علانية ، قال في مجمع البيان : إنما قابل البغتة بالجهرة ، لأن البغتة تتضمن معنى الخفية لأنه يأتيهم من حيث لا يشعرون وقيل : البغتة أن يأتيهم ليلا والجهرة أن يأتيهم نهارا ، عن الحسن (٢).
* * *
مناسبة النزول
جاء في تفسير القمي في قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً) الآية. قال : إنها نزلت لما هاجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المدينة وأصاب أصحابه الجهد والملل والمرض ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأنزل الله : (قُلْ) ـ لهم يا محمد ـ (أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) أي لا يصيبكم إلا الجهد والضرّ في الدنيا ، فأما العذاب الأليم الذي فيه الهلاك فلا يصيب إلا القوم الظالمين. وقد علق في الميزان على هذه الرواية قائلا : الرواية على ضعفها تنافي ما استفاض أن سورة الأنعام نزلت بمكة دفعة ، على أن الآية بمضمونها لا تنطبق على القصة والذي تمحّل به في تفسيرها بعيد عن نظم القرآن (٣). أقول : وهذا صحيح فإن دراسة السياق العام للآية لا يوحي بأن الخطاب للمسلمين ، بل هو وارد
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ٤ ، ص : ٣٧٨.
(٢) م. ن ، ج : ٤ ، ص : ٣٧٩.
(٣) تفسير الميزان ، ج : ٧ ، ص : ١١٠.