بطلان الحديث عن ابن عباس : «الثالث : إن الله يقول : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) (١) وقال تعالى : (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) (٢) والسابقون الأولون هم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا ، الذين هم أفضل ممن أنفق من بعد الفتح وقاتل ، ودخل فيهم أهل بيعة الرضوان ، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة ، فكيف يقال : إن سابق هذه الأمة واحد؟!» (٣).
أقول :
مقتضى الحديث الصحيح المتفق عليه أن سابق هذه الأمة واحد ، وهو أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهذا لا ينافي سياق الآية المباركة ، ولا الآيات الأخرى ، كالآيتين المذكورتين ..
ونحن أيضا نقول ـ بمقتضى الجمع بين قوله تعالى : (والسابقون الأولون من المهاجرين ...) وقوله تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) (٤) ـ : إن كل من سبق غيره إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبقي من بعده
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٠٠.
(٢) سورة فاطر ٣٥ : ٣٢.
(٣) منهاج السنة ٧ / ١٥٤ ـ ١٥٥.
(٤) سورة آل عمران ٣ : ١٤٤.