كل من هذه
العبارات قد ورد فى القرآن الكريم ١٦ مرة فنتأمل هذا التناسق الرائع والإعجازى
العددى القرآنى الذى يعطى لنا القرائن الإحصائية فى بيان وتعزيز هذه الأمور
العقائدية الغيبية كما هو الحال فى القرائن العلمية.
وإذا علمنا أن (الرحمن)
جلّ جلاله قد تكرر اسمه ١٦ مرة فى سورة مريم ليضفى جو الرحمة على هذه السورة
وسيرحم الناس أيضا بالمجيىء الثانى لسيدنا (عيسى ابن مريم) وعودته حيا لإنقاذهم
وإقامة الإسلام (دين التوحيد الخالص والشريعة القويمة) وبذلك يبطل العقائد الشركية
والمحرفة التى ابتدعها بولس ومن تبعه بحقه ومنها أنه إله أو ابن إله (التثليث).
قال تعالى : حيث
سيظهر للناس عقيدة التوحيد الخالص وأنه بشر وأن الله جل ثناؤه (إله واحد) لا شريك
له وأنه سبحانه (لم يتخذ ولدا) وأن عيسى عليهالسلام سيموت ويدفن فى المدينة المنورة كما جاء فى الحديث الشريف.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يخرج الدجال فى أمتى فيمكث أربعين لا أدرى أربعين يوما
أو أربعين شهرا أو أربعين سنة فيبعث الله عيسى ابن مريم فيطلبه فهلكه ثم يمكث
الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة.
وقال عبد الله بن
سلام رضي الله عنه : مكتوب فى التوراة صفة محمد صلىاللهعليهوسلم وصفة عيسى ابن مريم عليهالسلام ويدفن عيسى مع محمد صلىاللهعليهوسلم.
وإقرأوا إن شئتم
قوله تعالى :
(وَإِنْ مِنْ أَهْلِ
الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ
يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) (١٥٩)
(النساء)
أى أن النصارى
جميعا وغيرهم من أهل الكتاب سيؤمنون برسالة سيدنا عيسى ابن مريم عليهالسلام التوحيدية الخالصة بعد نزوله حيا من السماء وقبل موته.
وبذلك يتحقق الربط
بين (الرحمن) فى سورة مريم (وإله واحد) (وسبحانه أن يكون له ولد) فى القرآن الكريم
كدليل على عودته رحمة للناس