(وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (٧٤) إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً (٧٥) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (٧٦) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) (٧٧)
____________________________________
وادينا وج كما حرمت مكة فإذا قالت العرب لم فعلت فقل إن الله أمرنى بذلك وقيل فى قريش حيث قالوا اجعل لنا آية عذاب آية رحمة وآية رحمة آية عذاب أو قالوا لا نمكنك من استلام الحجر حتى تلم بآلهتنا فإن مخففة من المشددة وضمير الشأن الذى هو اسمها محذوف واللام هى الفارقة بينها وبين النافية أى إن* الشأن قاربوا أن يفتنوك أى يخدعوك فاتنين (عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) من أوامرنا ونواهينا ووعدنا* ووعيدنا (لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ) لتتقول علينا غير الذى أوحينا إليك مما اقترحته ثقيف أو قريش حسبما نقل (وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) أى لو اتبعت أهواءهم لكنت لهم وليا ولخرجت من ولايتى (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ) على ما أنت عليه من الحق بعصمتنا لك (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) من الركون الذى هو أدنى ميل أى لو لا تثبيتنا لك لقاربت أن تميل إليهم شيئا يسيرا من الميل اليسير لقوة خدعهم وشدة احتيالهم لكن أدركتك العصمة فمنعنك من أن تقرب من أدنى مراتب الركون إليهم فضلا عن نفس الركون وهذا صريح فى أنه صلىاللهعليهوسلم ما هم بإجابتهم مع قوة الداعى إليها ودليل على أن العصمة بتوفيق الله تعالى وعنايته (إِذاً) لو قاربت أن تركن إليهم أدنى ركنة (لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) أى عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ضعف ما يعذب به فى الدارين بمثل هذا الفعل غيرك لأن خطأ الخطير خطير وكان أصل الكلام عذابا ضعفا فى الحياة وعذابا ضعفا فى الممات بمعنى مضاعفا ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه ثم أضيفت إضافة موصوفها وقيل الضعف من أسماء العذاب وقيل المراد بضعف الحياة عذاب الآخرة وبضعف الممات عذاب القبر (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) يدفع عنك العذاب (وَإِنْ كادُوا) الكلام فيه كما فى الأول أى كاد أهل مكة (لَيَسْتَفِزُّونَكَ) أى ليزعجونك بعداوتهم ومكرهم* (مِنَ الْأَرْضِ) أى الأرض التى أنت فيها وهى أرض مكة (لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ) بالرفع عطفا على خبر كاد وقرىء لا يلبثوا بالنصب بأعمال إذن على أن الجملة معطوفة على جملة وإن كاد واليستفزونك* (خِلافَكَ) أى بعدك قال[خلت الديار خلافهم فكأنما * بسط الشواطب بينهن حصيرا] أى ولو خرجت* لا يبقون بعد خروجك وقرىء خلفك (إِلَّا قَلِيلاً) إلا زمانا قليلا وقد كان كذلك فإنهم أهلكوا ببدر بعد هجرته صلىاللهعليهوسلم وقيل نزلت الآية فى اليهود حيث حسدوا مقام النبى صلىاللهعليهوسلم بالمدينة فقالوا الشام مقام الأنبياء عليهمالسلام فإن كنت نبيا فالحق بها حتى نؤمن بك فوقع ذلك فى قلبه صلىاللهعليهوسلم فخرج مرحلة فنزلت فرجع ثم قتل منهم بنو قريظة وأجلى بنو النضير بقليل (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا) نصب على