الويل يا أخيه اسكتي رحمك الله. وفي رواية انه عليهالسلام جلس فرقد ، ثم استيقظ وقال : يا أختاه رأيت الساعة جدي محمدا وأبي عليا وأمي فاطمة وأخي الحسن وهم يقولون : يا حسين انك رائح الينا عن قريب. وقال له العباس : يا أخي أتاك القوم ، فنهض ثم قال : يا عباس اركب انت حتى تلقاهم وتقول لهم : ما بالكم وما بدا لكم وتسألهم عما جاء بهم ، فأتاهم في نحو عشرين فارسا فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر فسألهم فقالوا : قد جاء أمر الأمير ان نعرض عليكم ان تنزلوا على حكمه او نناجزكم ، قال : فلا تعجلوا حتى أرجع الى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم فوقفوا ، ورجع العباس اليه بالخبر ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم ويكفونهم عن قتال الحسين عليهالسلام ، فلما أخبره العباس بقولهم قال له : ارجع اليهم فان استطعت ان تؤخرهم الى غدوة وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم اني كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار وأراد الحسين عليهالسلام أيضا أن يوصي أهله ، فسألهم العباس ذلك فتوقف ابن سعد ، فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي : سبحان الله والله لو أنهم من الترك أو الديلم وسألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف وهم آل محمد ، وقال له ، قيس بن الأشعث بن قيس : اجبهم لعمري ليصبحنك بالقتال فأجابوهم الى ذلك.
فجمع الحسين عليهالسلام أصحابه عند قرب المساء ، قال علي بن الحسين عليهماالسلام فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم وانا اذ ذاك مريض ، فسمعت ابي يقول لأصحابه : اثني على الله احسن الثناء وأحمده على السراء والضراء ، اللهم اني أحمدك على ان اكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا اسماعا وأبصارا وأفئدة فاجعلنا لك من الشاكرين.
اما بعد فاني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت