انعاك يا هاني ،
فقال محمد بن الأشعث : قد رضينا بما رأى الأمير لنا كان أم علينا انما الأمير
مؤدب.
وفي رواية ان ابن
زياد قال لهاني لما دخل عليه : يا هاني اما تعلم ان أبي قدم هذا البلد فلم يترك
أحدا من هذه الشيعة الا قتله غير أبيك وغير حجر وكان من حجر ما قد علمت ، ثم لم
يزل يحسن صحبتك ، ثم كتب الى أمير الكوفة ان حاجتي قبلك هاني ، قال : نعم ، قال :
فكان جزائي ان خبأت في بيتك رجلا يقتلني ، قال : ما فعلت فعند ذلك أخرج الذي كان
عينا عليهم.
وبلغ عمرو بن
الحجاج ان هانيا قد قتل ، فاقبل في مذحج حتى احاط بالقصر ومعه جمع عظيم ثم نادى
وقال : انا عمرو بن الحجاج وهذه فرسان مذحج ووجوهها لم نخلع طاعة ولم نفارق جماعة
وقد بلغهم ان صاحبهم قد قتل فاعظموا ذلك ، فقيل لابن زياد : هذه فرسان مذحج بالباب
، فقال لشريح القاضي : أدخل على صاحبهم فانظر اليه ثم أخرج وأعلمهم انه حي لم يقتل
، فدخل شريح فنظر اليه فقال هاني لما رأى شريحا : يا لله يا للمسلمين أهلكت عشيرتي
أين أهل المصر والدماء تسيل على لحيته اذ سمع الصيحة على باب القصر فقال : اني
لأظنها اصوات مذحج وشيعتي من المسلمين انه ان دخل علي عشرة نفر انقذوني ، فلما سمع
كلامه شريح خرج اليهم فقال لهم : ان الأمير لما بلغه كلامكم ومقالتكم في صاحبكم
أمرني بالدخول اليه فأتيته فنظرت اليه فأمرني ان القاكم وأعرفكم انه حي وان الذي
بلغكم من قتله باطل ، فقال له عمرو بن الحجاج وأصحابه : اما اذا لم يقتل فالحمد
لله ثم انصرفوا.
ولما ضرب عبيد
الله هانئا وحبسه خاف ان يثب به الناس ، فخرج فصعد المنبر ومعه اشراف الناس وشرطه
وحشمه ، فخطب خطبة موجزة وحذر الناس وهددهم ، فما نزل حتى دخلت النظارة المسجد من
قبل باب التمارين