الوليد : مروان بن الحكم واستشاره في أمر الحسين عليهالسلام فقال انه لا يقبل ولو كنت مكانك لضربت عنقه فقال الوليد ليتني لم أك شيئا مذكورا ، ثم بعث إلى الحسين عليهالسلام في الليل فاستدعاه فعرف الحسين عليهالسلام الذي أراد ، فدعا بجماعة من أهل بيته ومواليه وكانوا ثلاثين رجلا وأمرهم بحمل السلاح وقال لهم : ان الوليد قد استدعاني في هذا الوقت ولست آمن أن يكلفني فيه أمرا لا أجيبه إليه وهو غير مأمون فكونوا معي ، فإذا دخلت إليه فاجلسوا على الباب ، فإن سمعتم صوتي قد علا فادخلوا عليه لتمنعوه عني ، فصار الحسين عليهالسلام إلى الوليد فوجد عنده مروان بن الحكم ، فنعى إليه الوليد معاوية فاسترجع الحسين عليهالسلام ، ثم قرأ عليه كتاب يزيد وما أمره فيه من أخذ البيعة منه ليزيد ، فقال الحسين عليهالسلام : اني أراك لا تقنع بيعتي سرا حتى أبايعه جهرا فيعرف ذلك الناس ، فقال له الوليد : أجل ، فقال الحسين عليهالسلام : تصبح وترى رأيك في ذلك ، فقال له الوليد : انصرف على اسم الله حتى تأتينا مع جماعة الناس ، فقال له مروان والله لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم وبينه ولكن احبس الرجل فلا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه ، فوثب الحسين عليهالسلام عند ذلك وقال : ويلي عليك يا ابن الرزقاء (١) أنت تأمر بضرب عنقي ، وفي رواية أنت تقتلني أم هو كذبت والله ولؤمت ، ثم أقبل على الوليد فقال : أيها الأمير انا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله ، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة ، ثم خرج يتهادى بين مواليه وهو يتمثل بقول يزيد بن المفرغ.
__________________
(١) هي جدة مروان وكانت مشهورة بالفجور (منه).