الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه خاصة وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب ، وكانت الزهراء عليهاالسلام ترقص الحسن عليهالسلام وتقول :
أشبه أباك يا حسن |
|
واخلع عن الحق الرسن |
واعبد آلها ذا منن |
|
ولا توال ذا الأحن |
وقالت للحسين عليهالسلام :
أنت شبيه بأبي |
|
لست شبيها بعلي |
وحج الحسنان عليهماالسلام ماشيين فلم يمرا برجل راكب الّا نزل يمشي. فقال بعضهم لسعد : قد ثقل علينا المشي ولا نستحسن أن نركب وهذان السيدان يمشيان ، فرغب إليهما سعد في أن يركبا فقال الحسن عليهالسلام لا نركب قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا ولكننا نتنكب عن الطريق ، فأخذا جانبا من الناس ، وحج الحسين عليهالسلام خمسا وعشرين حجة ماشيا وأن النجائب لتقاد معه. وأقام بعد وفاة أخيه الحسن عليهماالسلام يحج في كل عام من المدينة إلى مكة ماشيا وأجلس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الحسن عليهالسلام على فخذه اليمنى والحسين على فخذه اليسرى وأجلس عليا وفاطمة عليهماالسلام بين يديه ثم لفّ عليهما كساءه أو ثوبه ، ثم قرأ (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) ثم قال : هؤلاء أهل بيتي حقا.
وكان إبن عباس مع علمه وجلالة قدره يمسك بركاب الحسنين عليهماالسلام حتى يركبا ويقول : هما إبنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم ، ونظر صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى الحسن والحسين عليهماالسلام
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٣٣.