وجوه الأدب ، وشواهدها وتعليلاتها ، وكيفية الاستدلال بالآيات ، لاستفادة الأحكام ودلائلها الواضح ظاهره ، الكثيرة كنوز وذخائره ، البحر المحيط بما في كتب التفسير فيما يتعلّق بآيات الأحكام ، مع تحقيقات خصّ بها عن غيره.
فيه دقائق ونكات قلّ من تفطن بها ، ومع ذلك خلصت معادن ألفاظه من حيث الإسهاب ، وخلت نقود معانيه عن زيف الإيجاز وهرج الاطناب ، فبرز بروز الإبريز (١) من معنى وجيز تمشّت في المفاصل عذوبته ، وفي الأفكار رقته ، وفي العقول حدّته ، يكفى للقارئ مراجعة الكتاب لتصديق ما ذكرناه ، والمثل بالفارسيّة معروف :
«مشگ آن است كه خود ببويد |
|
نه آن كه عطار بگويد» |
فلله درّ مصنّفه.
فأحببت ان أقدم على نشره وأن أعمل فيه مثل ما عملته في الكتابين المتقدّمين فعرضت نشره على صهري العزيز الحاج آقا مرتضى معراج محمدي وهو حفيد العالم الألمعىّ ، والفاضل اليلمعي ، العلامة الجليل القدر المرحوم المبرور آية الله الآخوند ملا محمّد تقي الگلپايگاني الگوگدى ، الذي كان من أعاظم تلامذة المحقق الخراساني ـ أعلى الله مقامه ـ يعرف كلّ من تتلمذ على المحقق المذكور مقامه النبيل في العلم والعمل ، والزهد والتقوى ، وقد استوطن في أواخر عمره الشريف ب (سلطان آباد أراك) وتوفي بها ونقل جسده الشريف الى قم ودفن في المقبرة الواقعة بالجنوب الغربي من القبة المطهرة المعروفة ب (قبرستان نو) وله في الضلع الشرقي من المقبرة بقعة يزوره الأعلام والأتقياء أعلى الله مقامه الشريف.
وعلى أىّ فتقبّل صهري الاقدام على نشره وبذل نفقته ، مع علمه بقلّة طلاب أمثال هذا الكتاب ، وبطوء عود رأس ماله الذي ينفق في طبعه ـ آجره الله ، وجعل عاقبة أمره خيرا من أولاه ، وزاده الله بسطة في الرزق والتوفيق لإعمال البرّ وأعزه الله وبارك في عمره ، وأنال الله ثواب هذا الاقدام الشريف (لنشر هذا الكتاب) روح جدّه طاب ثراه ، وجعل الله الجنة مثواه.
وانى لا هدى ثواب عملي في إحياء هذا السفر القيم وبيان ما لاح لي في مواضع
__________________
(١) ـ يعنى الحلي الصافي من الذهب.