الباب السادس عشر
في الاقتباس المكروه
فصل
في الخروج عن حد الاقتباس
من ذلك أن يفرط الشاعر أو الكاتب في حدّ الاقتباس ، حتى ينظر في قصة ، فيستقي منها صورة ، فيستفرغها (١) كما قال أبو تمام ـ ويروى لغيره ـ (٢) :
أيهذا العزيز قد مسّنا الض |
|
رّ جميعا وأهلنا أشتات |
ولنا في الرجال شيخ كبير |
|
ولدينا بضاعة مزجاة (٣) |
فاحتسب أجرنا ، وأوف لنا الكي |
|
ل سريعا فإننا أموات (٤) |
فأساء في هذا المعنى من الاقتباس من الألفاظ المقدسة التي وصل بها. على أنه أعذر عندي مما قال في استعطاف غلام ، وقيل لعضد الدولة في أخيه :
يا قضيبا زعزع (٥) الري |
|
ح (له) وهنا فحرّك |
بألم نشرح (٧) ندعو الل |
|
ه كي يشرح (٦) صدرك |
فلم نرض بهذا الإفراط الفاحش في الاقتباس ، ومقاربة استكمال السورة.
__________________
(١) أصل العبارة محرفة (حتى يطيق به قصة فليستق عنه على سورة فيستغرقها).
(٢) الأبيات غير موجودة في ديوانه بشرح الصولي والخطيب التبريزي وهي ـ مع بيت رابع ـ في نثر النظم بلا نسبة ص ٢٢.
(٣) في الأصل : (مرجاة).
(٤) الأبيات تضمين لقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ) يوسف : ٨٨. وقوله تعالى : (إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً) يوسف : ٧٨.
(٥) في الأصل : (يا قضيبا رعزعه) وما بين القوسين زيادة على الأصل ليستقيم الوزن ، ويجوز تقدير آخر ندعه للقارئ.
(٦) من أول سورة الانشراح : ١ (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ...)
(٧) في الأصل : كي يشرح لك صدرك. ولا يستقيم الوزن إلا بحركة الحاء إذا جاز.