ونظر طفيلي إلى قوم ذاهبين في صحبة (١) ، فلم يشك في أنهم متوجهون إلى وليمة فقام ، وتبعهم ، فإذا هم شعراء قد قصدوا باب السلطان بمدائح معهم ، فلم ينقطع عنهم ، فأنشد كل منهم مديحه ، وأخذ جائزته ، وخرجوا إلّا (٢) الطفيلي.
فقيل له :
أنشد ما معك ، والحق بنظرائك.
فقال : لست شاعرا.
قيل فمن أنت؟.
قال : أنا غاو كما قال الله تعالى : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) (٣) فضحك السلطان منه وأمر له بصلة (٤).
__________________
(١) في الأصل : (وحبة).
(٢) في الأصل : (فلم إلا).
(٣) الشعراء : ٢٢٤.
(٤) الخبر في نثر الدر : ٢ / ٢٣٢ مع فروق في الرواية.